الجمعة، 23 نوفمبر 2012

المطرقة والسندان

المطرقة والسندان
قالت المطرقة للسندان: أستطيع أن أضرب بقوة بحيث لا تستطيعين التحمل.
فرد السندان: وأنا أستطيع أن أتحمل أقوى من طرقاتك.
وبالفعل بدأت المطرقة تضرب، والسندان صامد أمام ضرباتها العنيفة،
وحينها صرخت قطعة الحديد التي كانت بينهما: أيها السادة..إن المبالغة في
الشيء الجيد يعد أمرا سيئا. وقال الفرن: التحدي ليس له داع حين لا يكون في
مصلحة أحد!!
**
الفرن والمنفاخ والمطرقة
في محل حدادة، قال الفرن: لو توقفت عن الاشتعال فإن المحل سيغلق.
وقال المنفاخ: لو توقفت عن النفخ، فلن يكون هناك لا نار ولا حدادة.
وقالت المطرقة والسندان كلاما قريبا من قولهم.
وأخيرا قال المحراث الذي صنع بجهودهم جميعا: أيها السادة، محل الحدادة
لا يعتمد على أحد منكم لوحده، ولكن بتعاونكم جميعا ينجز العمل.
**
قطعة الشريط والبرق  
قالت قطعة شريط ملونة فوق صخرة لحصاة بجوارها: انظري إلي كم أنا
لامعة، لأنني من أقارب البرق.
فقالت الحصاة: صحيح؟ إذن تقبلي احترامي وصداقتي.
وبعد فترة، ضربت صاعقة من البرق الصخرة، فاحترقت قطعة الشريط
الملون وفقدت بريقها، فقالت لها الحصاة: أين ذهب بريقك؟ فأجابت: لقد ذهب
إلى السماء، فقد استعارته الصاعقة مني قبل قليل، وستعيده فيما بعد!!
**
السيف والشفرة والمسن
قالت الشفرة ذات يوم للسيف: لماذا يتحدث الرجال عنك بإجلال واحترام
شديدين بينما بالكاد يتحدثون عني؟ فقال السيف: لأنني أنفذ إلى العمق، بينما
أنت تجرحين على السطح.
فردت الشفرة: أهذا هو السبب؟ إذن سأجرحهم بأقوى ما أستطيع.
فقال المسن الذي كان في صف الشفرة: معك حق. فالرجال يرون أن الأعظم
ضررا هو الأعظم مكانة.
**
الخرقة والشريط                                      
قالت الخرقة التي كانت في خزانة الملك لشريط معلق على كتف خادم: ماذا
تعتقد أني أكون؟ فأجاب الشريط: قطعة ممزقة من قماش قديم. فقالت الخرقة: لا.
أنا قطعة نادرة ومميزة، والملك فخور بامتلاكي. وحينها سأل الشري ط: وماذا
تعتقدين أني أكون؟ فأجابت الخرقة: قطعة ممزقة من قماش قديم لتناسب زي
الخادم الذي يحملك على كتفه. وحينها بكت الخرقة وقالت: مع الأسف، الخزائن
تخفي بداخلها أشياء ثمينة!!
****
الذئب ومالك الحزين
بينما كان الذئب يأكل حيوانا اصطاده إذ اعترض في حلقه عظم فلم يقدر
على إخراجه، ولم يقد على بلعه، فأخذ يجول بين الحيوانات ويطلب منهم إخراجه
مقابل أن يعطيهم ما يتمنونه، فعجزوا عن ذلك حتى جاء مالك الحزين وقال
للذئب: أنا سأخرجه وآخذ الجائزة. وحينها أدخل مالك الحزين رأسه داخل فم
الذئب مادا رقبته الطويلة حتى وصل إلى العظم فالتقطه بمنقاره وأخرجه، وقال
للذئب: والآن أعطني الجائزة التي وعدت بها. فقال الذئب: إن أعظم جائزة
منحتك إياها هي أنك أدخلت رأسك في فم الذئب وأخرجته سالما دون أذى!!
**
ملك الضفادع
كانت مجموعة من الضفادع تعيش بسلام داخل إحدى البرك، وفي يوم من
الأيام قررت الضفادع أنها بحاجة إلى ملك، فطلبوا من حاكم الغابة أن يرسل
إليهم ملكا، ولأنه أراد السخرية منهم فقد رمى عليهم ملفا قديما، وحين وقع في
الماء أحدث ارتطامه صوتا هائلا، وتناثر الماء في كل مكان، فأعجبوا بقوة
ملكهم الجديد واقتنعوا به.
وبعد فترة أرادوا التواصل مع ملكهم، ولكنهم اكتشفوا أنه لا يحل ولا يربط،
ولا يتحدث، ولا يتحرك، فبدؤوا يقفزون فوقه، ويقفون عليه.
وبعد أيام طلبوا من حاكم الغابة مرة أخرى أن يختار لهم ملكا، ولأنه كان
منزعجا منهم فقد اختار لهم ملكا جديدا هو اللقلق، وأطلقه عليهم فأكلهم جميعا!!
**
الأسد وابن آوى
كان في إحدى الغابات أسد عاقل وحكيم، وفي أحد الأيام أراد ابن آوى أن
يتعرف عليه، ويصبح صديقا له، فأتى إليه وقال: أريد أن أكون تابعا لك. فقال
الأسد: على الرحب والسعة.
استطاع ابن آوى بسبب صدقاته مع الأسد أن يأكل من فضلته من الصيد
يوميا، حتى صار جسمه أكبر وأقوى، وأصبحت الحيوانات الصغيرة والكبيرة
تهابه بسبب قوته وصداقته مع الأسد، فصار يؤذي الحيوانات دون سبب سوى
حب الإيذاء.
وفي أحد الأيام بينما كان يتمشى مع صديقه الأسد إذ رأى فيلا من بعيد،
فقال للأسد: مولاي الأسد..إنني كل يوم منذ تعارفنا وأنا آكل من صيدك، وقد جاء
اليوم الذي أجعلك فيه تأكل من صيدي. سأنطلق إلى الفيل وأصطاده وأدعوك إلى
تناول لحمه. قال الأسد: إن الفيل قوي وضخم، ولن تستطيع صيده. فأجاب ابن
آوى بغرور: لا عليك..فقد أصبحت أقوى من ذي قبل.
انطلق ابن آوى إلى الفيل، وحين هجم عليه، ضربه بخرطومه وأنيابه ضربة
أطارته حتى اصطدم بجذع شجرة ضخمة فمات من فوره.
**
الحمار المتفلسف 
وضع عن يمين حمار جائع وعطشان علف، وعن يساره ماء، فاحتار
الحمار بأي شيء يبدأ بالعلف لأنه جائع أم الماء لأنه عطشان؟
واستمر يفكر، ويفكر، ويفكر، حتى مات من الجوع والعطش!!
**
السنجاب والجبل
تخاصم السنجاب والجبل، ودار بينهما نقاش طويل حول أيهما أهم في
الوجود؟ فقال الجبل: أنت صغير حقير، وأنا كبير وقوي.
فقال السنجاب: صحيح أنني صغير، ولا أستطيع حمل الأشجار على ظهري

كما تفعل أنت، ولكنك لا تستطيع أن تكسر بندقة كما يفعل السنجاب الصغير.
**
الببغاوان والقرد
كانت ببغاوان ناطقتان تحبان الطيران بحثا عن الطعام والمتعة، وفي يوم من
الأيام دخلتا قصر أحد الملوك فأعجب بهما، وبحديثهما، فوضعهما داخل قفص
كبير من الذهب، وأمر بإطعامهما أفخر الطعام، وصارت الببغاوان مدار اهتمام
الملك ومحط إعجاب ضيوفه الدائم.
وفي يوم من الأيام جلب أحد الوزراء معه قردا وأهداه إلى الملك، فأعجب
الملك بحركاته، وصار يأخذ ضيوفه للفرجة عليه والضحك من تصرفاته الظريفة،
ما قلل من اهتمامه بالببغاوين، فقالت إحداهما للأخرى: لماذا لا نغادر هذا
القصر، ونسافر كما كنا، فلم بعد أحد يهتم بنا. فقالت الكبرى: لا تحزني يا
أختي..فالمديح والإعجاب والانتباه والشرف والعار كلها ظواهر مؤقتة، وغدا
يعرف الملك وضيوفه أهميتنا فيعودون للاهتمام بنا.
وبعد أيام مل الملك وضيوفه من حركات القرد المخلة بالأدب، وتصرفاته
الغبية، فطلب الملك من رجاله أن يأخذوه ويطلقوه في الغابة، وعاد إلى اهتمامه
بالببغاوين مرة أخرى.
**
الأسد والفيل
حين عاث الأسد فسادا وقتلا في الغابة ذهبت الحيوانات إلى حكيم الغابة
وقالت له: سيدي..نريد منك أن تعزل الأسد، وتولي علينا الفيل بدلا عنه. فقال
الحكيم: حسنا. وبعد أيام حكم الفيل، ونظرا لقوته الشديدة صار يقتل يوميا من
الحيوانات أكثر مما كان يفعله الأسد، فاتجهت الحيوانات إلى الحكيم تطلب منه أن
يعزل الفيل ويعيد الأسد ملكهم السابق إلى مكانه. وحينها عزل الحكيم الفيل
وعين الأسد وقال للحيوانات: حين يكون هناك شران اختاروا الأقل منهما.
**
الحكيم والحيوانات   
كان أحد الحكماء يستطيع تعليم أي حيوان أن يقلد صوت أي حيوان آخر،
فجمع عددا من الحيوانات وبدأ بتعليمهم أصوات الحيوانات الأخرى.
وبعدها، ذهب الثعلب الذي استطاع تقليد الديك إلى حظيرة الدواجن، وحين
قلد صوت الديك خرجت إليه الدجاجات فالتهم عددا منها. وذهب الذئب إلى
حظيرة الماشية، وحين قلد ثغاء الماعز خرجت إحداهن، فالتهمها، وذهب القط
الذي تعلم تقليد صوت الطيور إلى عش أحد الطيور وحين قلد صوته خرجت
فراخه من العش، فالتهمها.
وحينها ذهبت الحيوانات إلى الحكيم تريد أن تتعلم تقليد الأصوات لتقوم
بإيذاء الآخرين.
وحين علم الحكيم برغبتهم في الأذى رفض تعليمهم وقال: إن من يستخدم
المعرفة لإيذاء الآخرين فإنه لا يستحقها.
**
مسابقة الرسم
أقامت إحدى مدارس الحيوانات مسابقة في الرسم، وكان الحكم هو القط ،
وكان أجمل رسم في المعرض –بشهادة الجميع- من إنتاج الكلب، ومع ذلك لم
يحصل على أي مركز في المسابقة لأن القط الحكم كان يكره الكلاب.
**
الإوزة والفطر
مرت الإوزة ذات يوم بجوار الفطر، وحين رأت الفطر قالت له: لماذا تحدق
في هكذا أيها النبات الحقير؟ بيني وبينك مثل السماء والأرض، ولا يمكن أن
نجتمع معا.
فقال الفطر: على العكس سيدتي الجميلة، وقريبا جدا أيضا سنجتمع لأن لنا
المصير نفسه غالبا.
قالت الإوزة: أستطيع أن أمزقك بمنقاري إربا إربا، لولا أن الناس يحبون أن
يأكلوك ولذا يهتمون بك.
ثم رحلت بعيدا..
وبعد أيام..اجتمعت الإوزة مطهوة مع الفطر في طبقين متجاورين على طاولة
طعام واحدة، وحينها قال الفطر: ألم أقل لك بأننا قريبا سنجتمع لأن لنا نفس
المصير؟
***
الأيل والنمر والتمساح
ذهب أيل إلى النهر ليروي عطشه، بينما كان بالقرب نمر جائع يراقبه
للانقضاض عليه، وتمساح داخل النهر ينتظر اللحظة المناسبة ليفتك به.
حين شعر الأيل باقتراب النمر منه، قفز بقوة فوقع النمر في النهر بين فكي
التمساح الضخم الذي التهمه على الفور، ونجا الأيل بأعجوبة من خطرين
عظيمين فقال: يستطيع الضعفاء النجاة حين يقضي الأشرار على بعضهم بعضا!!
**
الكلب والذئب والقمر
في إحدى الليالي أخذ الكلب الذي يحرس الأغنام ينبح على القمر، فأتاه
الذئب وقال له: لماذا تنبح على القمر؟ فقال: لأني رأيتك تطوف هنا، وأنا أنادي
صديقي الكلب الذي على القمر. فقال الذئب: وهل هناك كلب على القمر؟ فأجاب
الكلب: بالتأكيد. فقال الذئب: وهل هناك خراف على القمر أيضا؟ فقال الكل ب: لا
لا يوجد. وحينها قال الذئب: إذن ليس هناك ضرورة للذهاب إلى هناك. ثم مضى
في حال سبيله.
**
الأرنب والخنزير
تبارى أرنب وخنزير في القفز فوق خندق عميق. جرت الأرنب بسرعة ثم
قفزت فوق الخندق، فتجاوزته بمتر واحد. ثم جاء دور الخنزير فقفز وتجاوز
الخندق بمترين. وحينها اختلفا أيهما الأفضل فاحتكما إلى الثعلب أيهما الأفضل؟
فقال: لو وقعتما في الخندق لكان باستطاعتي أن أعرف أيكما الأفض ل!!
**
الثعلب والمزارع
في أحد الأيام عثر المزارع على آثار أقدام حيوان في حقله، فسأل الثعل ب:
لقد دخل حقلي ليلة البارحة، فهل تستطيع أن تخبرني من هو؟
فأجاب الثعلب: أنا آسف. لا أستطيع، ولكن سأخبرك بشخص يستطيع. فقال
المزارع بلهفة: ومن هو؟ فأجاب الثعلب: ثمة سمكة في البحر، لها زعنفتان
اسألها وستجيبك.
فقال المزارع: يا لها من إجابة سخيفة!
فرد الثعلب وهو في طريقه إلى الغابة: ليس هناك أسخف من سؤالك!
**

الخنازير والنهر
أرادت مجموعة من الخنازير عددها اثنا عشر خنزيرا عبور النهر، فقال
القائد لهم: سنعبر النهر، وبعد أن نعبر سأقوم بعدكم لأتأكد من وجودكم جميعا.
عبرت الخنازير النهر، ثم قام القائد بالعد فوجد أن عدد الخنازير أحد عشر
خنزيرا فقط، فقال لهم: لا بد أن أحد أصدقائنا غرق في النهر. قالت الخنازي ر:
ولكن من هو؟
استمروا بالبحث عن الخنزير المفقود حتى أتاهم صوت القرد من الضفة
الأخرى يقول: الذي يعد القطيع يجب ألا ينسى أن يعد نفسه أولا!!
**
كلب الحراسة والحمار
كان كلب الحراسة ينبح طوال الليل لإبعاد اللصوص عن بيت سيده، وحين
سمعه الحمار ظن بأنه يتسلى بالنباح فقط دون سبب، فأخذ ينهق طوال الليل
ليسلي نفسه، ما أزعج مالكه وحرمه النوم.
وحين طلع الصباح ذهب مالك الحمار، واستدعى طبيبا ليكشف على الحمار
لأنه ظن أنه ينهق لأنه مريض، وحين عاينه الطبيب قال: الحمار مريض، ويجب
أن يكوى الحمار، وإلا فإنه سيموت.
ويحن سمع الحمار بقرار الطبيب قال لهما: أنا لست مريضا، ولكني كنت
أتسلى طوال الليل بالنهيق.
فقال الطبيب: هكذا هي الحمير، إنها تفضل الموت على أن تكوى بالنار
لتستعيد صحتها.
وأمر الطبيب بربطه بالحبال، ثم قام بكيه عدة مرات بالحديد المحمى.
خرج الحمار بعدها إلى القرية، فرآه الكلب وقد كوي عدة كيات على جسده،
فسأله عن السبب فأخبره بالقصة. فقال الكلب: ما يتسلى به شخص ليس
بالضرورة أن يكون تسلية لشخص آخ ر!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اذا كان لديك تعليق اكتبة هنا و نحن فى انتظار ارائك و ملاحظاتك