الأحد، 25 نوفمبر 2012

أولادنا وحب الله ورسوله

أولادنا ،، وحب الله ورسوله
إلهام صبري
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحب عاطفة نبيلة تتواجد في القلوب الصافية ،ومحبة الله هي الحصن الذي يحمي الإنسان من الوقوع في الزلل والمعاصي .ومن تربى على حب الله في صغره لا يمكن أن ينكس على أعقابه ، ومهما وقع في الخطأ – ومن منا لا يخطئ – فإنه سيعود إلى الصواب : { يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ...}
فالبعد عن حب الله يوقع في الخطأ وقد يودي إلى الارتداد عن الدين – والعياذ بالله - .
ومحبة الله سبحانه – ومحبة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هي الغاية التي يسعى إلى تحقيقها كل من يريد السعادة في الدارين .قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ثلاث من كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان :
1- أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما
2- وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله
3- وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار .

حب الله – عزَّ وجلَّ - :

من مظاهر حب الله أن نعلم مدى حب الله لعباده ، ورد في الحديث القدسي أن الأرض في كل يوم تطلع فيه الشمس تقول : يارب مرني أن أبتلع ابن آدم فقد أكل من رزقك ولم يشكرك حق الشكر ، وتقول السماء يارب مرني أن أطبق على ابن آدم فقد أكل من رزقك ولم يشكرك ، وأن البحار تقول مثل ذلك ... فيقول الله سبحانه : أأنتم خلقتموه ؟ فيقولون : لا يارب ، فيقول سبحانه : لو خلقتموه لرحمتموه ،دعوني وعبادي ، من تاب منهم فأنا حبيبه ، ومن جاءني تائبا تلقيته من بعيد ، ومن جاءني يمشي جئته هرولة ...
هذه محبة الله لعباده ، يبدل سيئاتهم حسنات ، يرزقهم ويطلب منهم أن يعطوا مما رزقهم ليثيبهم في الآخرة ..
والإيمان لا يكمل – كما ذكرنا – إلا بحب الله فكيف نصل إلى هذا الحب ؟ وكيف نعلم أولادنا حب الله – عز وجل -
قد يظن ظان أن الله يحبه إذا كان قد وسع عليه في الرزق أو غير ذلك من نعيم الدنيا ، لكن هذا ليس صحيحا ً ، فالتوسعة في المال أو العيال أو الجاه ... قد يكون بسبب نقمة الله على عبده وخيردليل على ذلك ابليس الذي سأل ربه أن يؤخر عقابه إلى يوم القيامة فأجابه الله إلى ذلك .

كيف نعرف أننا نحب الله ؟:

1 - إن الله أمرنا بأوامر ونهانا عن نواهٍ فإذا اتبعنا ما أمرنا به وابتعدنا عما نهانا عنه برضى وإقبال عرفنا أننا مع الله .
2- إن الله يرضى من عبده إذا أكل أن يحمد الله عز وجل ، فشكر النعم دليل محبتنا للمنعـِم .
3 – من أحب شيئاً أكثر من ذكره ، فكثرة الذكر توصل إلى التعلق بالله عز وجل .

كيف نجعل أطفالنا يحبون الله عز وجل ؟

{ الله معي ، الله ناظري ، الله شاهدي } ثلاث كلمات إذا استطعنا أن نوصلها إلى أبنائنا فقد ربيناهم على حب الله والتعلق به .
1 - والطفل يحب أبويه وإخوانه والناس من حوله لأنه يراهم ويستمتع باهتمامهم به، ويلمس محبتهم ، وعلى الأم – بشكل خاص – أن تربط كل نعمة أو شيء جميل يناله بيتها بفضل الله – سبحانه – فالله معنا يحرسنا من كل مكروه ، ويراقب أعمالنا ، ويوجهنا بما أنزل في القرآن الكريم إلى طريق السعادة في الدارين ...
2 - القدوة الحسنة ، فلا يكفي أن تلقن الأم أولادها مبادئ لا يرون تحققها فيها ، والبيت الذي يقوم على طاعة الله في كل أمر يوجد مناخ الإيمان للأطفال ، يرى الطفل أبويه يشكران الله على كل نعمة ، ويؤديان ما فرض عليهما ، يقرآن القرآن ... فتنغرس هذه المبادئ في نفسه ويشب عليها .
3 – من أساسيات حب الطفل لله عز وجل أن يعرف رحمة الله به ، فإذا أخطأ فلا يجوز أن يقال له : أحرقك الله بالنار ، بل يقال : هذا لا يرضي الله ، وإذا عمل عملا جيدا يقال له : نسأل الله يرضى عنك . هناك طفل وطفلة مات أبوهما ، فسألا أمهما : أين بابا ؟ قالت : أخذه الله . وبعد قليل سمعتهما يقولان : نحن لا نحب الله لأنه أخذ أبانا . وطفلة صغيرة صلت مع أمها ثم سألتها : هل هذا يرضي الله ؟
4 – تربية الطفل على كتاب الله وحفظه بالتدرج ويبدأ هذا من السنة الثانية .
5 – تعويد الطفل على سماع الأناشيد التي تبين قدرة الله تعالى وفقا للمرحلة العمرية
{ الله رب الخلق --- أمدنا بالرزق }
وغير ذلك...
6 - حث الأطفال على توفيرجزء من مصروفهم والتبرع به ، فبذل المال يوصل بالله عز وجل .. وربط ذلك بما يخلفه الله عليه في الدنيا والآخرة
7 – مرافقة الأطفال في رحلة عمرة أو حج أو حتى إلى البَرّ ليروا قدرة الله تعالى ، وهذا يرجع إلى ذكاء الأم وقدرتها على ربط الكون بفضل الله سبحانه .
8 – توجيه الطفل نحو الصحبة الجيدة وإبعاده عن رفاق السوء .
9 – تقويم لسان الطفل وتعويده على الكلام الطيب الطاهر
هذه بعض الأساليب التي تربط الصغر بالله .وكل أم تستطيع أن تخترع من الأساليب ما يناسب أطفالها .

حب رسول الله – صلى الله عليه وسلم -

{ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ...}
لا يتم إيمان المرء إلا بحب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا يتم حب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلا باتباعه فيما أمر به ، والابتعاد عما نهى عنه { وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى }
وإن كنا سألنا لماذا نحب الله ؟ ، وأجبنا : لأنه خالقنا والمنعم علينا والرحيم بنا ... ولأنه أهلٌ للعبادة
فلنا أن نسأل لماذا يجب أن نحب رسول الله أكثر من أنفسنا وأهلنا ومالنا ، حتى يتم إيماننا ، قال عمر بن الخطاب : يا رسول الله أحبك أكثر من أهلي ومالي ولكن ليس من نفسي ، فالتزمه رسول الله من تلابيبه ، وقال : بل من نفسك يا عمر ، بل من نفسك ياعمر . فقال عمر : الآن يا رسول الله . قال الآن يا عمر ( أي الآن كمل إيمانك ياعمر ) فعن طريقه عرفنا الله واحببناه فأحبنا وأكرمنا وأدخلنا في رحمته بفضل منه ورضوان .
عمر هذا قال مرة : والله إن إسلام العباس لأحب إليَّ من إسلام الخطاب : قيل له ولم ؟ قال : إسلام أبي يفرحني ، ولكن إسلام العباس بفرح رسول الله ، وفرح رسول الله أحب إلي من فرحي .
إن معرفة سيرة رسول الله – صلى الله عليه وسلم واهتمامه بأمته صغيرهم وكبيرهم ، سيدهم وعوامهم ، تبين رحمته بنا { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم ، حريص عليكم ، بالمؤمنين رءوف رحيم } . هو الشفيع يوم القيامة يوم يترك كل الأنبياء والرسل الشفاعة ويقولون نفسي نفسي ، إلا رسول الله يسجد أمام العرش ويقول : أمتي أمتي .. ولا يرفع رأسه إلا وقد أعطي الشفاعة والوعد ألا يخلد في النار من قال مرة واحدة بصدق { لا إله إلا الله } ..
وكتب السيرة مليئة بالمواقف التي تشير إلى حب رسول الله أمته ، وكذلك حب الصحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
من هذه المواقف التي لا تنسى مواقف أبي بكر في الدفاع عن رسول الله وتلقي أذى المشركين ، وصدهم عنه – صلى الله عليه وسلم ، وموقفه في غار ثور يوم الهجرة إذ كان يسد الثغرات في الغار بقدميه لئلا تأتي عقرب أو حية فتلدغ رسول الله ، وكان أن لدغته الحية لكنه لم يحرك ساكنا ..
وللمرأة دور في التعبير عن حب رسول الله ، فهذه الأنصارية التي نعي إليها زوجها وأخوها وأبوها ، ولكنها كان تسأل : فماذا فعل رسول الله ؟ فلما أخبرت أنه بخير ، قالت : كل مصيبة بعدك جلل ( هينة ) يا رسول الله .
وواجب المسلم أن يطّلع على هذه السيرة ليعرف هذه الشخصية العظيمة فيتعلق بها ويحبها ليكمل إيمانه .

ماذا نعمل ليكون رسول الله أحب إلينا من كل شيء ؟

1 – اتباع سنته والإكثار من النوافل .
2- دراسة سيرته والتأسي بها.
3 – الدفاع عنه أمام الكفرة والمتطاولين عليه ، ومقاطعة البضائع التي تأتي من البلدان التي يساء فيها إلى شخص رسول الله أو أحد من آل بيته أو أمهات المؤمنين ..
هذا غيض من فيض والمتتبع يتأسّى ويمتثل.

كيف نعوّد أولادنا على حب رسول الله – صلى الله عليه وسلم _ ؟

لم يترك رسول الله صغيرة ولا كبيرة في حياتنا اليومية إلا وذكر فيها دعاء ، من الطعام إلى الشراب إلى لبس الثياب وخلعها إلى الخروج من البيت والدخول فيه ، السلام على الناس وكيفيته ، بل حتى دخول الحمام والخروج منه ، وواجب الأم – خاصة – تربية أطفالها على ذكر هذه الأدعية .

قراءة سيرة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وما أكثر ما كتب بما يناسب كل المراحل العمرية ، فقراءة قصة ما قبل النوم أمر ضروري للطفل ، وحتى لا نقرأ له الخرافات ونتعب خياله ، علينا أن نلجأ إلى سيرة رسول الله وسيرة أصحابه – رضوان الله عليهم – ومدى حبهم رسول الله ( قصة أبي أيوب الأنصاري يوم نزل عنده رسول الله وسكن الطابق الأسفل .. } .
الحديث يطول ولا يستطيع مقال أو محاضرة أن يوفيه حقه ، لكنها علامات ونقاط تهدي إلى الطريق الذي يثبت إيماننا .

اللهم إنا أحببناك حبّاً ملك علينا قلوبنا حتى سهل علينا الرضى بقضائك وشكر نعمائك فارض عنا وشفع حبيبنا فينا يوم القيامة .

بالتربية الإيمانية نحلّق مع أبنائنا.. والعقيدة جناح

بالتربية الإيمانية نحلّق مع أبنائنا.. والعقيدة جناح
د.مصطفى ابوسعد
@drmostafa64
 
بسم الله الرحمن الرحيم

في هذه المقالة سوف نجيب على سؤال مهمّ وهو : كيف يستطيع الأهل والمربّون غرس أركان الإيمان والمحافظة على الفطرة في شخصية الطفل؟ فنتناول جانب البناء العقدي في التربية الإيمانية، على أن نتابع في المقالة القادمة بإذنه تعالى الجانب الآخر، جانب البناء العبادي.

أسس البناء العقدي:

السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يستطيع المربي والوالدان غرس أركان الإيمان والمحافظة على الفطرة في شخصية الطفل؟

والجواب يكون من خلال الاقتداء بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسننه في التعامل مع أطفاله وأطفال الصحابة. حيث وضع لنا أسس هذه التربية وطرقها من خلال سننه القولية والفعلية والتقريرية.

(انظر بالتفصيل: سهام مهدي: الطفل والشريعة ص 182 مع تحفظنا على بعض المفاهيم العقدية بالكتاب).

1- إحياء بذرة الفطرة من خلال تلقين الطفل كلمة التوحيد بالأذان في أذنه اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى

يقول الغزالي: "الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفسية ساذجة، خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما نقش، ومائل إلى كل ما يمال إليه. فإن عوّد الخير وعلّمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة، وشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب. وإن عوّد الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيّم عليه والوالي له.."

وقد شرع الإسلام للمولود الأذان في أذنه اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى وذلك حين الولادة مباشرة، حتى يكون أول شيء يلقن له ويلقى في سمعه، أعذب الكلام وأطيبه، وهو ذكر الله، وسر ذلك أن يكون أول ما يقرع سمع المولود كلمات الأذان المتضمنة لكلمة التوحيد والشهادة التي هي أول ما يدخل بها الإنسان لهذا الدين.

2- تثبيت اعتقادهم بوحدانية الله وترسيخ حب الله تعالى في قلوبهم

إن الطفل يتقنُ أولَ ما يتقن التعلقَ والحب، ولذلك فإن الحرص على غرس محبة الله في نفوس أطفالنا أساس لتوحيده سبحانه. فقد جبل الطفل على التعلق وحب من أحسن إليه. فإذا عرف الطفل أن خالقه هو الله، وأن رازقه هو الله، وأن الذي يطعمه ويسقيه هو الله.. ازداد حباً له.

وبحب الطفل للخالق يحبّ كلامه (القرآن) وشرائعه والأخلاق التي يرتضيها لعباده. وفي نفس الوقت نغرس في نفوس أطفالنا تنزيه الله عن الشركاء، معترفين بوحدانيته، مقرّين له بجميع صفات الكمال التي وصف بها نفسه أو وصفه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

3- طاعة الله ومراقبته في السر والعلن

إذا وقر لدى الطفل أن الله هو الخالق، وحده لا شريك له، يُعبد وحده، وهو على كل شيء رقيب، فإنّه يبدأ بطاعته ومراقبته في السر والعلن. فالمربّي يشعر أطفاله بأن الله يسمعهم ويراهم ويعلم ما يسرون وما يعلنون وما يجهرون به من أقوال، ويلقن ذلك من خلال كتاب الله وشرحه. {عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، سواء منكم من أسرّ القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار} الرعد / 9 – 10.

لقد كان لقمان الحكيم يعلم ابنه قائلاً: يا بني إذا أردت أن تعصي الله فاطلب مكاناً لا يراك فيه!! وفي كلامه إشارة إلى أن الله لا تخفى عنه خافية فلا تعصه.

وكان بعض العلماء يرفع شاباً على تلامذته كلهم، فلامه أولياء أمورهم. فاستدعاهم وأعطى كل تلميذ طيراً وقال: اذبحه في مكان لا يراك فيه أحد، وما هي إلا لحظات حتى عاد الجميع بطيورهم وقد ذبحوها إلا ذلك الشاب، فقد رجع بطائره غير مذبوح. فلما سئل قال: قلت لي لا تذبحه إلا في موضع لا يراك فيه أحد.. فلم أجد مكاناً إلا ويراني فيه الواحد الأحد الفرد الصمد. فقال له العالم: أحسنت! ثم التفت إلى أولياء تلاميذه قائلاً: لهذا رفعته وميزته عن غيره.

إنَّ غرس مراقبة الله في نفوس الأطفال:
- يوقظ لديهم الخوف من الله فيبعدهم عن ارتكاب الذنوب والمعاصي.
- يؤدي إلى الحياء.

4- حسن الظن بالله واللجوء إليه والخوف منه

إن الطفل الذي استوعب مسألة الإيمان ورسخ في قلبه توحيد الله وحبه في صغره لا يصعب إقناعه ببقية المسائل الإيمانيّة في الكبر، بل يجدها واضحة ويتبعها بكل جوارحه وكيانه.

5- تنمية الصلة بالله
الأساس في التربية الإيمانية أن يكون بين الإنسان وربه اتصال دائم لا ينقطع، فالعبادة بجميع أنواعها وشتى صورها تشعر المؤمن أنه موصول بالله يستمد منه الهداية والعون، يدعو فيجيب الله دعاءه.

يعوّد الطفل على الصلاة والصوم وقراءة القرآن.. وكلها صلات بين العبد وربه سبحانه، كما إن الدعاء والاعتراف بنعم الله وشكرها يحقق هذه الصلة.

6- ترسيخ حب النبي صلى الله عليه وسلك في نفوس الأبناء

ويتم ذلك من خلال حث الطفل على اتخاذ الرسول صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة والمثال الذي يقتدي به، وتشجيعه على امتثال سننه.

7- الإيمان بالملائكة:
عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون
ويتم ذلك من خلال شرح بسيط للطفل: من هم الملائكة. مم خلقوا؟ طبيعتهم؟ أعمالهم؟ هذه المعرفة تثمر لدى الطفل عدة لفتات تربوية منها:
- الشعور بالحياء من الملائكة المكلّفين بكتابة الأعمال.
- استشعار حضورهم لمجالس الذكر وشهودهم الصلوات.

8- الإيمان بكتب الله ورسله

ويتمثل في توضيح معنى الكتب والرسالة والنبوة بإعطاء نبذة قصيرة عن أهمها: التوراة، والإنجيل، والزبور، وصحف إبراهيم، مع خلاصة حول القرآن الكريم الذي تميز عن باقي الكتب، بكونه تضمن التعاليم الإلهية التي وردت في غيره، وأنه جاء تبياناً لكل شيء وهدى وموعظة للمؤمنين. مع الحديث بأسلوب قصصي عن أنبياء الله ولا سيما الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم وأولو العزم منهم خاصة.

9- الإيمان باليوم الآخر

يبدأ اليوم الآخر بفناء عالمنا هذا، فيموت كل من فيه، وتتبدّل الأرض غير الأرض والسموات، وقد يتبادر إلى ذهن أطفالنا أسئلة كثيرة.. قد يتساءلون عن وضع الأرض أو الشمس أو النجوم والكواكب.. ومن هنا يبدأ ترسيخ معاني اليوم الآخر. ويتم ذلك أيضاً من خلال عرض صور قرآنية عن اليوم الآخر وأسمائه المتعددة: يوم البعث، يوم القيامة، يوم التلاقي، الآزفة، ويوم التنادي، والصاخّة، والحاقّة، والغاشية، والواقعة..

والذي يجب التركيز عليه أن نعلّم أطفالنا حكمة الاهتمام باليوم الآخر، فهو الذي يعطي لحياتنا معنى وغاية سامية وهدفاً أعلى، هذه الغاية تتمثل في فعل الخيرات وتنفيذ شرع الله وتلبية أمره، وترك المنكرات، والتحلي بالفضائل والأخلاق والبعد عن الرذائل والموبقات.

10- الإيمان بالقدر خيره وشره

المربي مهمته تفهيم الأطفال مسألة القضاء والقدر على قدر ما تبلغه عقولهم، فيبدأ بالشرح البسيط ويتدرج في شرح القضاء والقدر إلى حين التوصل إلى الآتي:
- معنى القضاء والقدر.
- منزلة الإيمان بالقضاء والقدر من عقيدة المسلم.
- الفهم الخاطئ للقدر.
- بيان حكمة الإيمان بالقدر.
- الإيمان بالقدر دافع إلى العمل والتضحية.
- الهداية والضلال.

11- تعليم الطفل القرآن الكريم والسنّة النبويّة المطهّرة

يجب تعويد الطفل حفظ قصار السور من القرآن وبعض الأحاديث النبوية التي تخص السلوك والمعاملة. فأهميّة حفظ القرآن والحديث للطفل تكمن في مساعدته على النبوغ في مجالات شتى في الحياة، ولا سيما الفكرية والثقافية والأدبية واللغوية. هذا إضافة إلى النواحي العقدية والعلمية الأخرى.

إن البناء العقدي هو الأساس الذي تنطلق منه سائر المجالات الأخرى، وأولها البناء العبادي لتكتمل التربية الإيمانية أولاً، ثم غيرها.. فالعقيدة أولاً!